ليس في الثلث الأول من القرن العشرين صوت أدبي أشجى من صوت مي زيادة. وليس من فكر كفكرها يلتمع فيضيء داعياً إلى الحرية والتقدم مجاراة لركب الحضارة في شتى الميادين والسبل.
وهي في كل ما كتبت تجسد طموح الأقلام المستنيرة إلى التجديد الأدبي إبداعاً في الشكل التعبيري وفي المضمون الفكري، فضلاً عن أنها تجسد طموح المرأة العربية إلى الحياة وطموح الأمة إلى الوصول في حركة العصر وبناء المجتمع.
باحثة البادية ، كتب جبران لمي في إحدى رسائله: "ما قرأت كتاباً عربياً أو غير عربي مثل كتاب باحثة البادية. لم أر في حياتي صورتين مرسومتين بمثل هذه الخطوط وهذه الألوان، لم أر في حياتي صورتين في إطار واحد: صورة امرأة أدبية مصلحة وصورة امرأة أكبر من أدبية ومصلحة".
ملك حفني ناصف (1918- 1886 ) أديبة مصرية و داعية للاصلاح الإجتماعي و انصاف و وتحرير المصرية في أوائل القرن العشرين .

ولدت في مدينة القاهرة و هي ابنة الشاعر المصريحفني ناصيف القاضي .إرتبطت بالفيوم منذ زواجها فى عام 1907 من شيخ العرب عبد الستار بك الباسل رئيس قبيلة الرماح الليبية بالفيوم وشقيق حمد باشا الباسل عمدة قصر الباسل بمركز أطسا محافظة الفيوم.عاشت فى قصر الباسل بالفيوم وهى إحدى ضواحى مركز إطسا ، واتخذت إسم ( باحثة البادية ) إشتقاقاً من بادية الفيوم التي تأثرت بها .اعتبرت ملك ناصف أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، و المساواة بينها و بين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الإبتدائية عام 1900 كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقا. عرفت بثقافتها الواسعة و كتاباتها في العديد من الدوريات و المطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها . أصيبت بمرض الحمى الإسبانية، وتوفيت في عام 1918عن سن 32 سنة في الفيوم التي عاشت فيها حتي وفاتها .ودفنت فى مقابر أسرتها فى «الإمام الشافعى» ورثاها حافظ إبراهيم وخليل مطران بقصيدتين، وكذلك الأديبة اللبنانية «مىّ زيادة». تم إطلاق اسمها على عديد المؤسسات و الشوارع في مصر تقديرا لدورها في مجال حقوق المرأة .

إضغط على الصورة لتحميل الكتاب