من مؤلفات رائد المسرح الذهني الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
مزج توفيق الحكيم بين الرمزية و الواقعية علي نحو فريد‮ ‬يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو‮ ‬غموض‮.‬ وأصبح هذا الاتجاه هو الذي‮ ‬يك~ون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به‮.
‬ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة‮ ‬إيزيس‮ ‬التي‮ ‬استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي‮ ‬تنتظر من‮ ‬يوحدها ويجمع أبناءها علي‮ ‬هدف واحد‮.‬ و(عودة الروح‮) ‬هي الشرارة التي‮ ‬أوقدتها الثورة المصرية،‮ ‬وهو في هذه القصة‮ ‬يعمد إلي‮ ‬دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر،‮ ‬فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على‮ ‬نحو جديد،‮ ‬وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على‮ ‬الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على‮ ‬نحو‮ ‬يتميز بالبراعة والإتقان،‮ ‬ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي‮ ‬يصب فيه إبداعه،‮ ‬سواء في القصة أو المسرحية،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬تنوع مستويات الحوار لديه بما‮ ‬يناسب كل شخصية من شخصياته،‮ ‬ويتفق مع مستواها الفكري‮ ‬والاجتماعي؛ وهو ما‮ ‬يشهد بتمكنه ووعيه‮. ‬ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي‮ ‬التصوير؛ فهو‮ ‬يصف في جمل قليلة ما قد لا‮ ‬يبلغه‮ ‬غيره في صفحات طوال،‮ ‬سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته‮. ‬ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد،‮ ‬وحيوية تجسيد الحركة،‮ ‬ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين‮.

إضغط على الصورة لتحميل الكتاب