كويلهو لا يريد أن يكون رسولاً. ليست لديه رغبة في القيام بدور المخلص. هو يروي الوقائع التي حصلت في حياته وردود الفعل التي بدرت منه إزاءها. غايته أن يدون هذه الأشياء. أن يرويها في قالب يجمع حبكة حكائية وسرداً خفيفاً وحكمة عتيقة. لا يؤمن كويلهو برسالة جماعية من شأنها أن تقود البشر بالقسطاس. هو يؤمن بالطفرات الفردية، بالمبادرات التي تأتي من الشخص ككائن فريد لا شبيه له.

وفي رأيه أن الحرية القصوى للفرد تقوم في تمتعه بإمكان ترجمة ذاته خارج الحدود الجماعية، أي خارج الدين أو القومية أو الحزب أو المؤسسة. حرية الفرد هي السبيل الوحيد لإزالة العوائق أمام طاقات الخـلق.

تبدو روايات باولو كويلهو، والحال هذه، أشبه بأطروحات فكرية تسعى إلى القفز عن حدود الحكاية. إنها مجموعة من الحوادث والإشارات والخواطر والتأملات، معروضة في قالب قصصي ومسرودة في نثر خفيف. الغاية أن يقرأ الجميع: أن يقرأوا ويتمتعوا ويتلقوا رسائل خفيفة من بين السطور.

نزار آغري - الحياة

إضغط على الصورة لتحميل الكتاب مباشرة