الأدب الصغير عبارة عن رسالة في نحو ثلاثين صحيفة، تتضمن طائفة من الوصايا الخلًقية والاجتماعية التي ترشد الناس إلى صلاح معاشهم في أنفسهم، وفي علاقاتهم بعناصر المجتمع من أهل السلطان، ومن الأصدقاء، ومن غيرهم.
أما الأدب الكبير فهو رسالة أكبر طولاً، إذ تمتد إلى نحو مائة صحيفة موزعة بين موضوعين كبيرين هما السلطان وما يتصل به من السياسة والحكم، والصداقة وما يتصل بها من صفات الصديق الصالح..

عبد الله بن المقفّع، وكان اسمه (روزبه) قبل أن يسلم. وُلِد في قرية بفارس اسمها (جور) سنة 106هـ، لقِّب أبوه بالمقفّع لتشنّج أصابع يديه على إثر تنكيل الحجاج به بتهمة مدّ يده إلى أموال الدولة، وكان ابن المقفع يكنى قبل إسلامه أبا عمرو، فلما أسلم كني بأبي محمد، وقد أسلم على يد عيسى بن علي عم المنصور، ووالي الأهواز، إذ كان ابن المقفع يعمل كاتبًا لديه.
كان ابن المقفع أديبًا وكاتبًا وشاعرًا في غاية الفصاحة والبلاغة، وقد سُئل : "مَن أدّبك"؟ فقال: "نفسي، إذا رأيتُ من غيري حسنًا آتيه، وإن رأيت قبيحًا أبَيْته". وكان يقف قلمه كثيراً؛ فقيل له في ذلك، فقال: إن الكلام يزدحم في صدري فيقف قلمي لأتخيره!

إضغط على الصورة لتحميل الكتاب