"لا أود أن أصف لحظة كتابة القصيدة لدي بالطقوس لكنني علي وجه الإجمال أحب العزلة فلو أن أحدا اقتحم خلوتي أثناء الكتابة‏,‏ يتلاشي علي الفور هذا العالم الذي كنت أعيش في أجوائه وبين جنباته‏,‏ بل يكون من المستحيل العودة إليه مرة أخري واستعادة نفس قسمات الحالة وطبيعة المشهد والأحاسيس والتفاصيل التي كنت مستغرقا فيها‏,‏ إنني أرصد نفسي وأتساءل متي أكتب؟ لكني اكتشفت أن الشاعرعندما يعرف متي يكتب فلن يغادر الأوراق وكثيرا ما أتساءل عن الحال التي أكون عليها لحظة الكتابة‏:‏ هل أكتب وأنا جائع أم وأنا ظمآن أم مفلس أم جيبي ملئ بالمال؟ هل أكتب في مكان معزول أم في مكان يعج بالضجيج؟ هل أكتب وأنا في الوطن أم في الغربة؟‏.‏ لقد عشت كل هذه الحالات وعندما يهبط الشعر لا تكون له علاقة بالحالة التي يعشيها الشاعر‏,‏ لكن من الأهمية بمكان ألا يقتحم أحد لحظة الكتابة ويحاول حتىمجرد أن يصافحني أو يلقي علي التحية فعندئذ تسافر القصيدة بلا عودة‏."

إضغط على الصورة للتحميل