أول شاعر آسيوي حصل على جائزة نوبل. شهدت الثمانينات من القرن التاسع عشر نضج تجربته الشعرية, إذا نُشر له عدد من الدواوين الشعرية توّجها في عام 1890 بمجموعته "ماناسي" المثالي, التي شكلت قفزة نوعية, لا في تجربة طاغور فقط وإنما في الشعر البنغالي ككل. في العام 1891انتقل طاغور إلى البنغال الشرقية (بنغلاديش) لإدارة ممتكلكات العائلة, حيث استقر فيها عشر سنوات.

هناك كان طاغور يقظي معظم وقته في مركب (معد للسكن) يجوب نهر بادما (نهر الغانغ), وكان على احتكاك مباشر مع القرويين البسطاء. ولقد شكلت الأوضاع المعيشية المتردية للفلاحين, وتخلفهم الإجتماعي والثقافي موضوعل متكررا في العديد من كتاباته, دون أن يخفي تعاطفه معهم. ويعود أروع ماكتب من نثر وقصص قصيرة تحديدا, إلى تلك الحقبة الثرية "معنويا" في حياته, وهي قصص تتناول حياة البسطاء, آمالهم وخيباتهم, بحس يجمع بين رهافة عالية في التقاط الصورة وميل إلى الفكاهة والدعابة الذكية, التي ميزت مجمل تجربته النثرية عموما. لقد عشق طاغور الريف البنغالي الساحر, وعشق أكثر نهر باداما. الذي وهبه أفقا رحبا لتجربته الشعرية الغنية, وأثناء تلك السنوات نشر طاغور العديد من الدواوين الشعرية لعل أميزها "سونار تاري" (القارب الذهبي,1894) إضافة إلى مسرحيات عدة أبرزها "تشيترا" (1892).

في العام 1901, أسس طاغور مدرسة تجريبية في شانتينكايتان, حيث سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة في التربية والتعليم, وذلك عبر مزج التقاليد الهندية العريقة بتلك الغربية الحديثة, واستقر طاغور في درسته مبدئيا, التي تحولت في العام 1921 إلى جامعة فيشقا-بهاراتيا أو (الجامعة الهندية للتعليم العالمي). وكانت لسنوات من الحزن والأسى, جراء موت زوجته واثنين من أولاده, بين العامين 1902 و 1907 أثره البين في شعره لاحقا التي عكست تجربة شعرية فريدة من نوعها, تجلت أوضح مايمكن في رائعته "جينجالي" (قربان الأغاني,1912).

إضغط على الصورة للتحميل