يعد الفارابي من أغزر الفلاسفة إنتاجاً وأكثرهم تنوعاً فقد كتب في الفلسفة والرياضيات والفلك والكيمياء والعرافة والموسيقى وغيرها من العلوم والفنون الأخرى، إضافة إلى شروحه المتعددة عن مصنعات المعلم الأول أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان وبخاصة ما تعلق منها بالمنطق بأوسع معانيه، مما جعل المستشرق ماترويغ يقول «إن تسمية الفارابي بالمعلم الثاني بعد أرسطو قد جعل الفيلسوفَين على قدم واحدة من المساواة»، وقد عدّه أيضاً الطبيب والفيلسوف ابن سينا أستاذاً له، وقال فيه المستشرق ماسينيون «إن الفارابي أول مفكر مسلم كان فيلسوفاً بكل ما للكلمة من معنى» وبناء عليه لُقب الفارابي بلقب «المعلم الثاني» ولم يأتِ قبله آخر يوازيه سوى أريستوطاليس أعظم فلاسفة الإغريق وعلمائهم.كان الفارابي يؤثر الوحدة، ولا يجالس الناس، وكانت إقامته بدمشق دائما عند مكان يجتمع فيه الماء والخضرة، وعنده كان يؤلف كتبه، ويلجأ إليه المشتغلون بعلمه من تلاميذه.
إضغط على الصورة للتحميل