عرف الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي عصره تمام المعرفة ودرس ما يحيط بأمة الإسلام من خطر، فلم يتعصب أو يتعصب لقول أول فتوى، إنما سهل على المسلمين السبل لملاقاة ربهم، وبدلاً من الانشغال في معارك وأمور جانبية أو فرعية أو تاريخية ركز في اجتهادا ته على معركة المصير التي تواجه الأمة الإسلامية أمام التيارات الوافدة من الشرق والغرب.

أكد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في مجمل ما قدمه من فكر نيّر ومستنير أن التشريعات وحدها لا تصنع أمة، ما لم يسندها تغيير فكري ونفسي يجعل أبناء الأمة في مستوى تشريعاته الرفيعة، كما حارب الأفكار المتطرفة والعنف ودعا إلى المحبة والحوار ودعا إلى تحرر المجتمع الإسلامي بإحداث انقلاب جذري في أخلاقيات المجتمع ومعنوياته بأن يجعلوا مستندهم في كل قضية شائكة تحتاج إلى اجتهاد وتفسير وفتوى الرجوع إلى كتاب الله وما صح من سنة رسوله، داعيا إلى تحرير الإسلام وما شابه وابتدع فيه على مر القرون من تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين بالتسلح بما استطاعوا من معارف العصر وفلسفاته وأيديولوجياته ومختلف العلوم كالاقتصاد السياسي والأخلاق وعلم النفس وعلم الاجتماع، معتمداً على ما جاء بالكتاب والسنة والعديد من آراء أئمة السلف من المسلمين، وهو أيضاً تبنى كل المشاريع التي من شأنها أن تنشر الإسلام بما في ذلك مشروعه الحيوي في الاستفادة من تقنيات الإنترنت، وقد كتب أكثر من عشرين كتاباً في الفقه وأمور الدين الحنيف اُعتبرت مرجعاً هاماً في الفكر الإسلامي المعاصر، كما ساهم في كتابة المناهج في العديد من المدارس في الوطن العربي، وقد بلغ عدد الكتب التي كتبها لهذه المدارس حوالي عشرين كتاباً.

إضغط على الصورة للتحميل