يصف الراحل السعدني مذكراته قائلا "رغم الظلام الذي اكتنف حياتي، ورغم البؤس الذي كان دليلي وخليلي فإنني لست آسفا على شيء، فلقد كانت تلك الأيام حياتي".

بعد صراع طويل مع المرض رحل الكاتب الصحفي المصري محمود السعدني يوم الثلاثاء الماضي 4 مايو 2010 عن عمر يناهز 82عاماً قبض فيها على الجمرة الساخرة التي كانت بمثابة الرعب المنتظر لكل فاسد أراد التهام هذا الشعب،أو التخلي عن مبادئه.
يعد السعدني من أبرز رواد الكتابة الساخرة في العالم العربي، وقال عنه الشاعر المصري الراحل كامل الشناوي "يخطئ من يظن أن السعدني سليط اللسان فقط، إنه سليط العقل والذكاء أيضا".
أثرى المكتبة العربية بالعديد من مؤلفاته منها: "تمام يا أفندم، الظرفاء، مذكرات الولد الشقي، الحان السماء، الولد الشقي في المنفى، الموكوس في بلاد الفلوس، الولد الشقي، عودة الحمار، الولد الشقي في السجن، مسافر بلا متاع، أحلام العبد لله، خوخة السعدان، الطريق إلى زمش، مصر من تاني، السعلوكي في بلاد الأفريكي، بلاد تشيل وبلاد تحط، وداعا للطواجن، حمار من الشرق، أمريكا يا ويكا، المضحكون، رحلة ابن بطوطة، حكايات قهوة كتكوت". تخلى السعدني في أعماله عن البلاغة التقليدية ونحت قاموسا جديدا من الألفاظ التي تجمع بين الفصحى والعامية المصرية. وكتب مذكراته بعنوان "الولد الشقي في المنفى"، وهي تجمع بين اليوميات والمغامرات الصحفية والمآزق الشخصية.
ولد السعدني في محافظة المنوفية شمالي القاهرة إلا أنه عاش معظم حياته في منطقة الجيزة التي ارتبط بها ارتباطا كبيرا حتى جاء ذكرها في معظم كتاباته.وعمل في بدايات حياته الصحفية في صحف صغيرة قبل انتقاله إلى صحيفة "المصري" لسان حال حزب الوفد، وعمل في دار الهلال قبل ثورة 1952. كما عمل بعد الثورة في جريدة "الجمهورية" قبل أن يتم فصله منها لاحقا بسبب ما قيل بأنها نكتة أطلقها على الرئيس السابق أنور السادات الذي كان يتولى رئاسة تحريرها آنذاك. وعمل بعد ذلك في مجلة "روز اليوسف" كما رأس تحرير مجلة "صباح الخير".

إضغط على الصورة للتحميل