"كان عبد الوهاب، الصبي والمراهق والشاب، انسانا مستوحشا بطبيعته، يميل الى العزلة بشكل مبالغ فيه، لا اصدقاء لديه اكثر من صديق او اثنين. هو انسان صامت لا تهمه شؤون الغير، ولا يستطيع ان يتجاوب معها. وفي علاقتي معه حتى سنة 1954، لم يكن ذا نفسية متفتحة ابدا، وغالبا ما يبقى صامتا ساعات وساعات لا يفوه بكلمة. إلا انه بعد ان سافر والتقى بادباء من عرب واجانب، صار نسخة أخرى من عبد الوهاب الشاب، فذلك الركون الى الصمت صار انطلاقا في حديث متشعب ومثير وممتع، وتلك القناعة بالعزلة تحولت الى اهتمام كبير بالتجمعات الادبية واللقاءات الشخصية والى تعطش محرق الى الظهور الشعبي." فؤاد التكرلي للشرق الأوسط.

كان البياتي يحاول ان ينقر القضبان ويتخطى العقبات لكي يخرج الى العالم الخارجي .فهو طائر محاصر بالغيوم في ديوانه الاول. كانت لغته عائمه اشبه ما تكون بسحاب يقترب من الارض. يقول البياتي عن قصيدته الشعرية الأولى :
"القصيدة الشعرية الأولى تسبب لكل شاعر ارقاً كبيراً لأنها تضعه على طريق الشعر مهما كانت هذه القصيدة . وكل ما أذكره من قصيدتي الأولى انها كانت تقليدية محدودة ذات قافية واحدة فكلماتها مستهلكة .لذلك عملت بجد لأكتب قصيدة بلغة جديدة مقارنة بلغات الآخرين وهذه تحتاج الى موهبة، والموهبة لم تكن قد استيقظت بعد. لذلك كنت اقرأ بشكل محموم ،كمن يبحث عن شيء لا يجده ."

الكتابة على الطين
المختار من شعر البياتي
بستان عائشة
سيرة ذاتية لسارق النار
قصائد حب على بوابات العالم السبع
كتاب المختارات