أخبروني عن الغزالة التي اغتالها الانسان !
أخبروني عن الزهرة التي من دون بستان !
أخبروني عن وجل الأسود في المنفى !
أخبروني قبل كل هذا :
كيف حال الجزائر ؟
(مالك حداد )

عندما رحل مالك حداد عام 1978 بعد صراع مع المرض، كان قد ترك نصوصاً من شأنها أن تحفظ ذاكرة الرجل، وتمنح الأجيال الراهنة وعياً بضرورة التمعن والاستفادة من تجارب الإيديولوجيا الذاتيّة، الحماسية والظرفيّة التي تتخطّى الأدب. شرح حداد خياره بكلمات قليلة: «لكي يصبح التاريخ قصص بطولة... لكي يصنع كل إنسان تاريخه بيده... علينا أن نختار بين القيلولة الهادئة إلى جذع شجرة، وانفجار أغنية عنيفة».

ترك حداد أعمالاً شعرية كثيرة من بينها «الشقاء في خطر» (1956)، «الأصفار تدور حول نفسها» (1961)، وأعمالاً روائية من بينها «الانطباع الأخير» (1958) و«التلميذ والدرس» (1960). أثرت أعماله هذه في حساسيات كتاب جزائريين كثر، منهم أحلام مستغانمي وأمين الزاوي. في أعماله الروائيّة، تطغى اللغة الشعريّة على الحبكة السرديّة، كاشفة عن مواقف شخصية «تتمحور حول الثقافة والحرية، وهما موقفان مترابطان لأن أحدهما يؤدي حتماً إلى الآخر».

" سأهبك غزالة " 1959 رواية للكاتب الشجي الجزائري المغترب قسرا عن وطنه و لغته ، و يكفي أن تقرأ له هذه العبارة لتدرك كم كان يتمزق اغترابا عن وطنه و لغته و ذاته : "اللغة الفرنسية حاجز بيني و بين وطني أشد و أقوى من حاجز البحر الأبيض المتوسط و أنا عاجز عن أن أعبر بالعربية عما أشعر به بالعربية ...إن الفرنسية منفاي ! "

إضغط على الصورة للتحميل