يسرد غاندي في سيرته الذاتية قصة حياته وكيفية تطويره لمفهوم الساتياجراها أو «المقاومة السلمية»، وهي مجموعة من المبادئ التي تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل من خلال إبراز ظلمه أمام الرأي العام. وقد كانت الساتياجراها بمثابة المحرك لنضال الشعب الهندي من أجل الحصول على الاستقلال، ليس ذلك فحسب بل وكانت المحرك الرئيسي للعديد من عمليات المقاومة السلمية في القرن العشرين.
كان غاندي يبحث عن الحقيقة المتجلية في الإخلاص للإله. كما عزى نقاط التحول في حياته والنجاحات التي حققها والتحديات التي واجهها إلى إرادة الإله. كانت لمساعيه للتقرب أكثر من تلك القوة الإلهية عظيم الأثر في سعيه نحو الصفاء من خلال الحياة البسيطة والعادات الغذائية والتحكم في شهوات النفس واللاعنف. لذلك أطلق غاندي على كتابه «قصة تجاربي مع الحقيقة» ليكون مرجعًا لمن يرغبون في اتباع نهجه من بعده.
يقول غاندي "ليس عندي ما أعلمه للعالم، فالحقيقة واللاعنف موجودان منذ بداية الأزمنة "تواضع لا يقدر عليه إلا قلائل". وهو هذا التواضع، إضافة إلى الصدق مع الذات والفلسفة المتكاملة التي عاشها غاندي يوماً بيوم، ما جعله يبقى، لاثنين وثلاثين عاماً من النضال، رمز وحدة الأمة الهندية، ومثالاً للسياسيين في آن. وهو ما يجعل الشعب الهندي يمنحه لقب "مهاتما" أي "الروح العظمى" وفي هذا الكتاب ، نقرأ بعضاً من فلسفة غاندي في سيرة حياته. وفي كل فكرة، نقترب من نظرته إلى العالم، والحياة، والسياسة، والسلوك الفردي والجماعي، كما نعيش هذه الحالة الفريدة من التناغم الكامل بين الكون والعناصر والإنسان.


إضغط على الصورة للتحميل