الدكتور حسين مروه، (1910-1987)، أهم رموز الثقافة العربية في القرن العشرين الذي اغتيل في بيروت (18 شباط 1987). يعد من الأوائل الذين لفتوا انتباه اليساريين الى أهمية قراءة التراث العربي الإسلامي برؤية تقدمية فاتحاً الطريق للعديد من الباحثين لتكلمة المشوار.. الطيب تيزيني، هادي العلوي، مثلا.. ففي مشروعه الكبير (النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية) الذي قضى عقد نم الزمن لانجازه، قدم مروة قراءة للتراث العربي الإسلامي بلغة ومنهج ماركسي مثيراً بتلك القراءة والتفسير جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والمتطرفة منها، فكتاب النزعات المادية ذو أهمية معرفية وثقافية وسياسية كبيرة.
ولد حسين مروة في جنوب لبنان لأسرة محافظة على 1910 أرسله والده الشيخ علي مروة الى النجف عام 1924 للدراسة في الحوزة العلمية، تعرف مروة على حسين محمد الشبيبي وتوطدت علاقتهما فكان أن أعطاه الشبيبي كتاب (البيان الشيوعي) الذي سهر مروة ليلتين لقراءته حسب ما روى مروة نفسه وكان السبب الأول في بداية معرفته بماركس رغم تأخره عنه، بدأ التحول الفكري لدى مروة يأخذ منحى علمي في بداية الاربعينيات من القرن العشرين، يعترف مروة انه يرتبط بالعراق وقضيته ونضاله، فبعد أن أصدر نوري السعيد قراراً باسقاط الجنسية عنه وإبعاده خارج العراق كتب مروة مقالاً بعنوان (أنا عراقي.. وأن) نشر في جريدة صوت الأحرار البغدادية يوم 16 حزيران عام 1949 أي بعد اسبوع من خروجه من العراق، مثلت مدينة النجف التي عاش فيها مروة بلورة التأسيس الفكري لدى مروة والكتابة الأدبية في بداية حياته، لكن بعد استيعابه وتبنيه للفكر الماركسي واختياره الطريق لتوجهاته الذي (اعتبره) بداية وجود العدالة الانسانية والاجتماعية في هذا الفكر الذي دفع حياته ثمناً لاعتناقه إياه، بعد طرده من العراق اعيد الى لبنان لينضم الى الحزب الشيوعي اللبناني بعد ان حرمه نوري السعيد من ممارسة نشاطه السياسي داخل العراق.
كتب في جريدة الحياة زاوية يومية (مع القافلة) على مدى سبع سنوات انتخب عام 1965 عضواً في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني وترأس تحرير المجلة الشهيرة (الطريق) من عام 1966 حتى 1987، عضواً في مجلة النهج الصادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي، وقد درّس الشهيد مروة مادة (فلسفة الفكر العربي) في الجامعة اللبنانية – بيروت.


إضغط على الصورة للتحميل