دلت الحكمة في الفلسفة العربية الإسلامية على العلوم التي تنظر إلى العالم والإنسان نظرة غير مستمدة من الدين والفقه. من قوله صلى الله عليه وسلم «الحكمة ضالة المؤمن» فوصفها الفلاسفة المسلمون أنها أسمى ما يبلغه المرء، لأنها المعرفة بأفضل العلوم لأفضل الأشياء، فهي العلم بحقائق الأشياء وأوصافها وخواصها وأحكامها على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، وارتباط الأسباب بالمسببات، وأسرار انضباط نظام الموجودات والعمل بمقتضاه؛ فهي علم نظري، غير آلي. وهذا ما أخذ به الفارابي في محاولته التوفيقية للجمع بين آراء الحكيمين المقدمين أفلاطون وأرسطو في كتابه «الجمع بين رأيي الحكيمين». وكذلك ابن سينا الذي أظهر، في كتابه «تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات»، أنه لاشيء في الحكمة يخالف الشرع، وذلك بعد أن قسم الحكمة إلى قسمين: نظري مجرد، وعملي. إذ تشمل الحكمة النظرية العلم الطبيعي والعلم الرياضي والعلم الإلهي؛ أما الحكمة العملية فتضم الحكمة الأخلاقية والحكمة المنزلية والحكمة المدنية.

إضغط على الصورة للتحميل