عبر صفحات "شيفرة دافنتشي" يحيك المؤلف دان براون خيوط رواية مثيرة ومسلّية تمزج بشفافية وذوق مميزين أحداث جريمة دولية مع مجموعة من المشاهد التي تعود إلى 2000 سنة من التاريخ.
تكشف أحداث جريمة تقع في متحف اللوفر عن خطة لفضح سر حافظت عليه جمعية سرية منذ عهد المسيح. أما الضحية فهو أحد الأعضاء البارزين في هذه الجمعية، والذي أفلح لحظات قبل موته بترك أدلّة مخيفة على مسرح الجريمة، لا يستطيع حل طلاسمها سوى حفيدته صوفي الأخصائية في علم الشيفرة، وروبرت أخصائي علم الرموز الشهير. وهكذا يصبح الثنائي متهمين وملاحقين.. ليس بقتل جد صوفي وحسب بل وكشف السر الدفين. وبتفوّقهما بخطوات قليلة على ملاحقة السلطات لهما، يأخذهما السر الكبير عبر فرنسا وبريطانيا، وعبر التاريخ نفسه.
لقد كتب دان براون رواية مثيرة يجول بين سطورها التاريخ الأوروبي وتوصلك إلى استنتاجات خطيرة، وذلك من خلال قيام بطليّ القصة بتحرياتهما المثيرة عبر بعض أهم أسرار الثقافة الأوروبية، انطلاقاً من ابتسامة الموناليزا الغامضة ووصولاً إلى سرّ الكأس المقدس. ورغم أن البعض قد يعترض على مصداقية ودقة استنتاجات براون ولكن التشويق يكمن هنا بالذات.
واللغط الذي تثيره "شيفرة دافنتشي" مرده إلى الصورة التي ترسمها للسيد المسيح। فعبر نسيج بوليسي متين، يذكر برواية أومبيرتو إيكو "اسم الوردة"، ردد براون "كيتش" شبه أسطوري شائعاً في الغرب يشدد على الطبيعة الإنسانية للمسيح، إلى حد الخلط بين تصرفات إنسانية غير مثبتة عن المسيح، والتاريخ غير الواضح لجمعيات غامضة.

الرواية من ترجمة سمة محمد عبد ربه

إضغط على الصورة للتحميل