أولا، هل ممكن أن تتحدث لنا عن بداية علاقتك بالتدوين، و عن تجربتك في هذا المجال؟

رشيد: بدايتي كانت بالصدفة. أحد الأخوة أهداني دومين ومساحة ولم اعرف كيف استغلها. كنت مشرفا في منتديات المعالي واستعملت هذه المساحة لرفع ملفاتي الخاصة. بعد فترة معينة وجدت أنني استوفيت نفسي في المنتدى وبحثت عن شيء جديد غير المنتديات ونصحني أحد الأخوة بإنشاء مدونة. هذا الكلام قبل 3 أعوام تقريبا حيث كانت بدايتي المتواضعة في عالم التدوين ومنذ ذالك اليوم وجدت أنني أعشق التدوين وأعشق الووردبريس الشيء الذي تحول إلى قصة حب لا زالت تستمر حتى الآن.
خلال هذه الفترة اكتسبت خبرة جيدة بكل ما يتعلق بالتدوين سواء من ناحية التعامل مع المدونة بمستوى الكود أو التصميم أو بمستوى انتقاء المواضيع التي يحبها الزوار ويتفاعلون معها أو بمستوى تحسين العلاقة مع محركات البحث.

مدونتك الآن، من المدونات العربية المتميزة، إذ أصبح لازما إن تحدثنا عن التدوين العربي لا بد أن نذكر مدونة “رشيد” …، أريد أن تقول لنا ما هو سر تميز المدونة، و أي طريق سلكت لتصل إلى وصلت إليه الآن؟

رشيد: يسرني كثيراً أن العديد يعتبرون مدونتي مميزة فهذا الشيء توفيق من الله عز وجل. التميز في أي مجال يحتاج إلى عدة عناصر أهمها أن تحب المجال الذي تعمل به وأن تواظب على هذا الشيء وأن تجتهد. لا توجد طريقة سهلة حتى تكون مميزاً. مدونتي تحتوي على 450 تدوينة وهي كمية قليلة نسبيا لموقع لكن كل تدوينة تأخذ من وقتي على الأقل ساعة واحدة واحيانا عدة ساعات حتى أخرج بها بالشكل المطلوب ووجدت أن زواري يحبون ما أكتبه ويحبون طريقة عرضي للتدوينات الشيء الذي أعطاني طاقات أخرى حفزتني على الاستمرار بنفس الوتيرة وتقديم المزيد من المواضيع بمستوى أفضل. نصيحتي لكل مدوّن أن يكتب تدويناته بلغته وأن يبتعد عن آفة العصر في عالم النت العربي وهي النسخ واللصق وهذه ظاهرة لا يحبها الزوار ولا تحبها محركات البحث ونتائجها وخيمة جدا.

بعد كل هذه السنوات من التدوين العربي، هل ترى أن المدونات العربية ارتقت إلى مستوى نظيراتها الغربية، أم أن الطريق ما زال طويلا أمامها ؟

رشيد: المدونات العربية في بداية طريقها ولم تصل إلى مستوى المدونات الغربية. حتى نرتقي بالمستوى يجب أن ننظر إلى موضوع التدوين بشكل جدي. يجب أن يهمنا الكيف وأن لا يهمنا الكم. مدونة تقدم لزوارها موضوعا نوعياً مرة واحدة كل أسبوع أفضل من مدونة تقدم لزوارها 3 مواضيع يومية منقولة أو عديمة الفائدة. يجب أن يكون توجه للمدونة وأن يكون لها هدفاً (تجاري,اجتماعي,مهني,…) لأنه مدونة بدون هدف عادة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب وأغلب مدوناتنا العربية لا تضع هدفا نصب عينيها. على كل مدون أن يعرف ماذا يريد من مدونته حتى يعرف كيف يطور مدونته في سبيل الوصول إلى الهدف.

بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة عن اعتقال عدة مدونين، و خصوصا من السعودية و مصر…، ألا ترى أن المسؤولين قد رأوا أن المدونات ممكن أن تمثل في المستقبل قوة ضاغطة، لدى قرروا اعتقال بعض المدونين ليرسلوا من خلالهم رسائل تحذيرية لبقية المدونين؟

رشيد: بدون شك. عالم التدوين هو عالم آخر بحد ذاته. في عصرنا الحالي أصبحنا نجد في كل بيت على الأقل جهاز كمبيوتر واحد مع اتصال للانترنت. هذا الواقع الجديد كوّن بيئة جديدة للتواصل وتبادل المعلومات ونقلها إلى العالم الخارجي. أصبحت المدونة مثل المنشور الذي يتم توزيعه في الشوارع أو مثل الصحيفة أو مثل النشرة الإخبارية – هنالك مجال لإبداء الرأي ونقله للغير بدون قيود وبدون أن تأخذ موافقة أحد, الشيء الذي أنار المصباح الأحمر عند المسؤولين, رأينا مؤخرا اعتقال الزميل المدون فؤاد الفرحان لفترة طويلة دون أن يسمع عنه أحد وهذه رسالة لكل المدونين مفادها نحن نرى ونقرأ ما تكتبون وكل واحد مسؤول عما يكتبه ! طبعاً هنا ندخل إلى مجال حرية التعبير عن الرأي الأمر الذي يتم معالجته في كل دولة وفق نظمها ودستورها.

أخيرا، ماذا يمكن أن تقول للمدونين العرب..؟ و أي نصائح يمكن أن تعطيها للداخلين لتوهم إلى ساحة التدوين؟

رشيد: حدّد هدفك من المدونة
إذا كنت لا تحب التدوين لكنك تريد مدونة مثلك كمثل غيرك فأنصحك أن لا تفكر بإنشاء مدونة
لا , لا , لا للنسخ واللصق , اكتب مواضيعك بنفسك حتى يحبك الزوار وحتى يحبك العم جوجل
التدوين لا يقتصر على الكتابة فقط. هنالك حاجة أن تكون ملما بإدارة المدونة وحل مشاكلها التقنية ومشاكل الاستضافة.
نحن بحاجة إلى معلومات نوعية (متعوب عليها). شبكة النت العربية تفتقر بشكل كبير إلى الكثير من هذه المحتويات
حاول أن تستفيد من مدونتك. لا تعتبر المدونة هواية فقط.
انقطاعك عن التدوين لفترة طويلة سيفقدك زوارك الأوفياء.

الحوار منقول عن مدوّنة "رحلة عبر المدوّنات".


أجرى الحوار: أسامة