«ضجرت من كل شيء، فأنا أحياناً لا أرغب برؤية أحد، أعتكف في البيت أياماً، من دون أن أعمل شيئاً، وفي أحيان أخرى، أنخرط في الكتابة بما يشبه الحمّى. كتبت قصص «سنضحك» خلال شهر ونصف، في القطار بين أوكسفورد ولندن. المهم أن يكون لديك فكرة، ففي الكتابة لا وصفة جاهزة، ربما تأخذك الجملة الأولى ــــ شرط أن تكون صحيحة وجيدة ــــ إلى أماكن لا تتوقعها على الإطلاق».
من المطرقة والسندان في «وطن من الفخّار» إلى الكتابة على الكمبيوتر، مسافة طويلة قطعها زكريا تامر كي يتآلف مع حياته الجديدة «أكتب الأسطر الأولى على الورقة، ثم أكمل على الكمبيوتر، وإذا بالسطر يتحوّل إلى صفحة أو أكثر». في تجواله على شبكة الإنترنت، يتابع ما تكتبه الصحافة العربية والأجنبية عنه. ولطالما اكتشف قصة مترجمة له، هنا أو هناك، من دون علمه: «تُرجمت أعمالي إلى أكثر من عشر لغات، لكن المردود المادي ضئيل، ومن النادر أن يحصل المبدع العربي على حقوق نشر كتبه، سواء في بلاده أو خارجها. الناشرون يشكون من قلة القراء كي لا يدفعوا للكتّاب حقوقهم. وفي المقابل يسعد الكاتب حين تنتشر أعماله في مختلف أنحاء العالم». ويستدرك: قصص «تكسير ركب» صدرت أخيراً عن دار «غارنت» في لندن، وهي كانت الأكثر مبيعاً خلال شهر تموز (يوليو) الماضي. المسألة كما ترى، معنوية فحسب».
حين اختارته لجنة جائزة العويس لجائزتها قبل سنوات، كان تعليقه «مشكلة الجوائز العربية أنها تأتي في أرذل العمر». وهو ما زال عند رأيه: «ماذا يفعل الكاتب بعد أن يتجاوز الستين بجائزة مالية كبيرة؟ سوف يصرفها على الأطباء والمشافي والأدوية». رغم ذلك لم يتمكن زكريا تامر من شراء منزل في دمشق، وهو ليس سائحاً في بلاده، كما يقول، ولكنّه لا يحب الاستقرار «المهم هو فنّ إدارة المعارك مع الحياة».