من بين فحول شعراء الصوفية في الإسلام برز اسم الشاعر الفارسي الكبير جلال الدين الرومي كواحد من أعلام التصوف، وأحد أعلام الشعر الصوفي في الأدب الفارسي.

وُلد جلال الدين محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق" بفارس في السادس من ربيع الأول 604هـ لأسرة قيل إن نسبها ينتهي إلى "أبي بكر"، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم في خوارزم، وأمه كانت ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد.

وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى بغداد سنة 607هـ على إثر خلاف بين أبيه والوالي محمد قطب الدين خوارزم شاه. وفي بغداد نزل أبوه في المدرسة المستنصرية، ولكنه لم يستقر بها طويلاً؛ إذ قام برحلة واسعة زار خلالها دمشق ومكة وملسطية وأرزبخان و لارند، ثم استقر آخر الأمر في قونية في عام 632هـ حيث وجد الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي علاء الدين قبقباذ، واختير للتدريس في أربع مدارس بـقونية حتى توفي سنة 628هـ ، فخلفه ابنه جلال الدين في التدريس بتلك المدارس.

عُرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، إلا أنه لم يستمر كثيرًا في التدريس؛ فقد كان للقائه بالصوفي المعروف شمس الدين تبريزي أعظم الأثر في حياته العقلية والأدبية؛ فمنذ أن التقى به حينما وفد على "قونية" في إحدى جولاته، تعلق به جلال الدين وأصبح له سلطان عظيم عليه ومكانة خاصة لديه.
وانصرف جلال الدين بعد هذا اللقاء عن التدريس، وانقطع للتصوف ونظْمِ الأشعار وإنشادها، وأنشأ طريقة صوفية عُرفت باسم "المولوية" نسبة إلى "مولانا جلال الدين".
اهتم جلال الدين الرومي بالرياضة وسماع الموسيقى، وجعل للموسيقى مكانة خاصة في محافل تلك الطريقة، مخالفًا في ذلك ما جرى عليه الإسلام، وما درجت عليه الطرق الصوفية ومدارس التصوف.