نشأت كوليت خوري في بيت وطني عريق وتعلّمت بين جدرانه المزدحمة برفوف الكتب، أنّ الكلمة مقدسة، وأنّ الحرف هو حليفها الأوّل في التعبير عن ذاتها. الصبية العشرينية التي درست الأدب الفرنسي في الجامعة، واطّلعت على بلاغة اللغة العربية في القرآن، نشرت ديوانها الأول «عشرون عاماً» بالفرنسية. آنذاك نبّهها جدها فارس الخوري، أحد رجال الاستقلال، أنّ الكتابة ستوقعها في ورطة ومشكلات لا تحصى، وقال لها إنّ الإشاعات ستطاردها، وسيحاول الآخرون تحطيمها. لكنها كانت قد اتخذت قرارها: ستكون كاتبة! في مجلة خالها حبيب كحالة، صاحب «المضحك المبكي»، بدأت هواجسها وارتعاشاتها الأولى: «لا أحب الصراخ بحنجرتي، فصرخت بأصابعي وأصبحت كاتبة».

إضغط على الصورة للتحميل