" لا شعر جديد دون اتكاء على موروث الشعر العربي، ولا يمكن أن يخرج شاعر جديد متميز إلا من عباءة الشعر العربي، نحن لا بد أن نبدأ بالأصول، وأن نتقن استيعاب مسيرة الشعر العربي، وتذوق جمالياته عبر العصور، سواءً كنا في العصر الجاهلي أم العباسي أم الأندلسي أم الحديث إلى أخره، وأن نعلم أن ما يطلق عليه حداثة الآن ليس هو الحداثة الأولى في الشعر العربي، وإنما كانت هناك حداثة أبي نواس في مرحلة، وحداثة أبي تمام في مرحلة، وحداثة أصحاب الموشحات في مرحلة، وحداثة المهجريين وشعراء أبولو في مرحلة، وبالتالي من الأفضل بدلاً من أن نلوك كلمة الحداثة هذه التي لا أجد لها مقابلاً محدداً أن نتكلم عن عمليات تجديد مستمرة يجريها الشاعر العربي في القصيدة الشعرية العربية، وأعتقد أن هؤلاء الشعراء الجدد الآن وهم يزحمون الساحة منذ ثلاثة عقود أو أربعة لم ينتجوا لنا أثراً شعرياً بارزاً وواضحاً نستطيع أن نلتف من حوله وأن نقول هذا أنجاز شعري مختلف باستثناء شاعر رائد كمحمد الماغوط أو شاعر كبير كأدونيس في مراحله الأولى، أو شاعر كبير الموهبة مثل ساركون بولس، أما النماذج التي نطالعها الآن هنا وهناك فهي نماذج ينقصها الإيقاع الشعري موسيقى الشعر، وشاعر بلا موسيقى هو في رأيي شاعراً ناقص."
فاروق شوشة


إضغط على الصورة للتحميل