لا يمكن النظر إلى تجربة غادة السمّان في مرآة واحدة.تتعدد مراياها تبعاً لتعدد وجوهها الإبداعية: فهي الرحّالة الغجرية بين مدن العالم... وهي من هتك حجب «التابو» والمحرّمات الموروثة من العصور الظلامية، وأرست منهجاً تحررياً وطليعياً في الكتابة... وكذلك هي من فتح صندوق الأسرار لتفرج عمّا هو مسكوت عنه بأقصى حالات الجرأة والمكاشفة والعلنية، وتمشي حافيةً فوق حقول من الألغام. في مطلع الستينيات، كتبت غادة دستوراً خاصاً بحريّة النساء ونشرته في إحدى الصحف الدمشقية، فأثار عاصفة عاتية. تناولت الأوضاع الصعبة التي تعانيها المرأة في مجتمع محافظ لا يرغب في التغيير، ودعت النساء إلى عدم استعذاب القيد. تقول «فلنصلِّ من أجل الجارية التي تعشق أصفادها، لسنا ندري في أي كهف اعتادت أن تُجلد، لكننا نسمع نحيب استسلامها. رمينا لها بالحياة فبصقتها، صهرنا لها السلاسل، فعادت تجدلها لسيد ما، كي يقيّدها من جديد، لأنها تخاف أن تحيا، ولأنها أجبن من أن تتحمل مسؤولية الحياة».

إضغط على الصورة للتحميل