ارتبط منيف بصداقة عميقة مع جبرا إبراهيم جبرا، وتوجت هذه الصداقة برواية ثنائية، قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم، والنتيجة كانت (عالم بلا خرائط).
التشابك والتناسق الفني لهذه الرواية كانا على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين.. روائيان تضافرت مواهبهما تضافراً مذهلاً في عمل إبداعي متفرد لإثارة جو عابق بالحيرة والسخط، بالرغبة والنشوة، في خلق هذه المدينة " عمورية " التي لم يزرها قارئ يوماً من قبل والتي بعد أن يزورها ستسكنه تهاويلها إلى وقت طويل.
لماذا تبقى عمورية عالماً بلا خرائط ؟ وهل يتمكن بطل الرواية من تلمس طريق للخلاص من متاهاتها في اعترافاته الحارة المتناقضة عن مصرع " نجوى العامري" التي تجمع بين هوج السوالمة وشبقهم وبين حسابات الربح والخسارة التي نشأت عليها في أسرتها ومجتمعها ؟؟
تتداخل الأسئلة والأجوبة في هذه الرواية بحيث يصعب القول أحياناً أيها هي الأسئلة وأيها هي الأجوبة ..وفي متابعة الجدلية القائمة في فصولها يبقى الشك مثاراً ومثيراً باستمرار.

إضغط على الصورة للتحميل