في روايته أنثى السراب يغوص واسيني في عالم الأدب المجرد، في شهوة الحبر وفتنة الورق. رواية طويلة النفس يتحول الأدب خلالها الى أجمل كذبة تمر من خلاله الحقيقة الخفية. يحاول الكاتب في نصه أن يستعيد كتابة الرسائل التي يعتبرها فنا عربيا أصيلا اندثر. يتناول واسيني الأعرج في "أنثى السراب" الحياة والحب والمنفى والمرض والموت ولعنة الأدب وحقيقته التي لا توازيها حقيقة أخرى.

أنثى السراب تفصّل آراء واسيني الأعرج في الحياة والفن، وهي بمثابة بانوراما لمجمل أعماله الروائيّة والأدبيّة .
تحدث عنها بقوله " ليست الرواية احتفاء بالذات بل تعامل معها.." ليلى إمرأتي التي أرى فيها نفسي وكنت في صراع كيف أملك القوة والقدرة لا أدري الى أي حد لكي أقول أنا ليس من منطق الأشياء الجميلة فقط بل من منطق الأشياء القبيحة أيضا. ليلي في حوارها معي كانت تقول لي لماذا تكتم صرخة الحب التي هي أصدق لحظة في الدنيا مثل صرخة الطفل لتقول في النهاية أنت لا تختلف عن الآخرين. وأعتقد أن المثقف وأنا أتحدث عن تجربتي يجب أن يقف أمام هذه المرأة. وأتساءل هل الشخص الذي يحمل اسمي هو أنا أم لا؟ بالتأكيد فيه من الأنا لكن فيه كذلك من محيطي الذي أعرفه والذي صبغته بالأنا. أعتقد أنه مثلا في ليلى هناك جزئية يرى فيها الكاتب نفسه لأنه في الظاهر يتعامل مع شخصية اسمها ليلي لكن في العمق فإنه لا يتعامل مع ليلى بل مع ظاهرة. أخذت من ليلى قليلا لكن أخذت في الوقت ذاته من ذاتي ومن محيطي ومن معرفتي بالناس فتكونت عندي رؤية عن المرأة وانطلاقا من هذه الرؤية يمكن أن أبني شخصية معنية وتصبح هذه الشخصية متماوجة بحيث إنها تلبس روح القارئ أو تلبس جزءاً منه الى درجة أن القارئ يشعر أنني أتحدث عنه. "


إضغط على الصورة للتحميل