ادوارد سعيد مفكر فلسطيني عاش في المهجر عمل كمدرس للأدب المقارن في جامعة كولومبيا ولم يبعده هذا المجال الفكري عن قضيته بل اثرى فكره في أن يركز على الغزو الفكري الاستعماري الجديد ليكتب عن الأستشراق عام 1978 والذي ترجم إلى 26 لغة عالمية وقد حملت مذكراته عنوان " خارج المكان" وتحدث فيها بصراحة نافذة عن حياته منذ الطفولة الأولى وحتى نبأ التشخيص الطبي الذي أكد باصابة ادوارد سعيد بسرطان الدم عام 1992. اتخذ ادوارد سعيد موقفاً حاداً وصارماً ومعارضاً من السلطة الفلسطينية بسبب توقيع اتفاق أسلو ليجعله يبتعد عن الأم فلسطين حيث استقال في أعقابها من عضوية المجلس الوطني وأعلن معارضته لقيادة ياسر عرفات والذي حمله مسئولية الفساد والأوضاع المزرية سياسيا واقتصاديا وإداريا. ولم يهدأ قلمه وفكره حتى وجد هذا الخلاف طريقه على صفحات كتابه " غزة –أريحا سلام أمريكي " عام 1995 والذي قدم له الاستاذ محمد حسنين هيكل ، ومن أروع ما قاله ادوارد سعيد في هذا الكتاب واثار حنق البعض " علينا وبإلحاح أن نعيد ربط سنوات التضحية والكفاح التي خضناها بحاضرنا ومستقبلنا فليس مقبولا أن نلقي بهذه السنوات عرض البحر، أو أن نتعامل معها كأنها لم تكن فالأفكار والمثل هي التي تقود مسيرة أي مجتمع نحو التقدم ولذا فإنه من غير المقبول أن نقنع بالقول بأننا نحيا في ظل نظام عالمي جديد، يقتضي منا التعامل الواقعي والبراجماتي، والتخلي عن منطلقات الوطنية والتحرر. فهذا القول ليس أكثر من هراء وسخف. فليس بمقدور أية قوة خارجية – سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل – أن تحدد لنا مواصفات الواقع، بنفس القدر الذي لا ينبغي أن نسمح فيه لحفنة من قادتنا أن يقرروا الالتفاف حول الماضي، والإذعان لهذا الواقع المزعوم. إن صياغة الواقع ومناقشته هي مهمة كل من يعنيه الأمر من المواطنين والمثقفين وأنصار القضية" .

إضغط على الصورة للتحميل