ترجمة وتقديم صبحي حديدي.


يعد إزرا لوميس باوند 1972- 1885 أحد أبرز آباء الحداثة الشعرية الأنغلو ـ أمريكية، والشخصية الأكثر تأثيراً في تيارات وأساليب تلك الحداثة علي امتداد القرن العشرين. ولد "باوند" في مدينة هيلي بولاية أيداهو في الغرب الأمريكي، لكنه لم يبق هناك مدة طويلة، إذ رحل والداه به إلى ولاية بنسلفانية حيث بدأ دراسته، ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره انتسب إلى جامعتها، وفي العام التالي بدأ دراسة الأدب المقارن، وحصل على درجته الجامعية الأولى في كلية هاملتون.عاد بعدها إلى جامعة بنسلفانية وحصل فيها على درجة الماجستير عام 1906. عمل مدرساً بعض الوقت في الجامعة نفسها ثم شد الرحال إلى أوربة لمدة وجيزة عاد بعدها إلى أمريكة ليبدأ عمله محاضراً في كلية واباش في ولاية انديانة، غير أن هذا لم يستمر طويلاً إذ إنه عاد إلى أوربا عام 1907، وبقي هناك معظم حياته. أصدر باوند أول ديوان شعري له "النور المطفأ" 1908 في البندقية، ثم صدر ديوانه الثاني "شخصيات" في لندن عام 1909 م. وصدر له أهم عمل تحت عنوان "هيو سلوين موبرلي" وهي قصيدة طويلة تتألف من عدة مقاطع تتصف بالغموض وتتضمن إشارات واقتباسات من أعمال أخرى، وكان لهذه القصيدة تأثير كبير في عدد من الشعراء. وفي إيطاليا نشر عام 1925 أول مجموعة من "الأغاني"، وبدءاً من العام 1932، انخرط في صف موسوليني، ونشر كتاباً في الدفاع عنه بعنوان "جيفرسون و/أو موسوليني" ، وبلغ حماسه للفاشية الإيطالية ذروته في الأحاديث الإذاعية الدورية التي كان يلقيها من راديو روما. حين احتل الحلفاء إيطاليا سنة 1945، ألقت القوات الامريكية القبض علي باوند ودخل السجن العسكري في بيزا. وفي تلك السنة تعرض لانهيار عصبي، وأعلن الاطباء أنه غير مؤهل نفسياً للمحاكمة، فنُقل إلي مصح عقلي قرب واشنطن قضي فيه 12 سنة، لكن عمله الشعري نال جائزة "بولنغن" عام 1949 م. حتي أفرج عنه سنة 1958 بعد سلسلة من حملات التضامن التي نظمتها شخصيات وهيئات ثقافية علي امتداد العالم. كتب باوند تحت عنوان "الأناشيد" مجموعة من القصائد تناهز الـ 120 قصيدة طويلة أو متوسطة، ويقال إنها الإنجاز الوحيد العظيم للغة الإنجليزية في ميدان النوع الملحمي، منذ قصيدة ملتون "الفردوس المفقود" التي كتبها في القرن السابع عشر.

إضغط على الصورة للتحميل