يصعب حصر روايات أمين معلوف في عالم معيّن ونوع معيّن، فهي أعمال روائية بمقدار ما هي أعمال تاريخية، واستطاع الكاتب اللبناني – الفرنسي أن ينفتح من خلالها على الحضارات والثقافات والشعوب في ما يشبه الحوار الحقيقي الذي لا يلغي الخصوصيات والاختلافات والهويات الأصلية. وكان لا بد لهذه الروايات من أن تشهد رواجاً عالمياً لم يتطلب الكثير من الوقت، فهي تخاطب الانسان حيثما كان وتتوجه الى الذاكرة والمخيلة في وقت واحد.
في "حدائق النور"، يكتب أمين معلوف سيرة خاصة لنبي عاش في القرن الثاني في بلاد ما بين النهرين، لكنها تتجاوز ذلك لتؤرخ لزمن يتواصل، يزداد فيه العطش إلى التسامح و الجمال بقدر ما تتسع مساحة الدمار . إن الجزء الأعظم من تاريخ البشرية كان و لا يزال تاريخ صراع، لكنه أيضا تاريخ نبوءات، و ماني، الذي يحكي الكتاب سيرته أو ما تبقى من سيرته بعد عصور من الكذب و النسيان، واحد من أنبياء الجمال والتسامح و الحب.

إضغط على الصورة للتحميل