ظلت مي زيادة لسنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً إلى الأبد. وفي كل ما كتبت مي تجد طموح الأقلام المستنيرة إلى التجديد الأدبي إبداعاً في الشكل التعبيري وفي المضمون الفكري، فضلاً عن أنها تجسد طموح امرأة العربية إلى الحياة وطموح الأمة إلى الوصول في حركة العصر وبناء المجتمع.
رجوع الموجة رواية تزخر بالمشاعر الإنسانية العميقة وبالأحداث الزاخمة الممتعة، كما ينحو فيها قلم مي نحو الإبداع القصصي المدهش والبث البلوري المتألق، فيغدو الكتاب قطعة من أدب مي الخالد، وقطعة من روحها وعبقريتها الفذة كرائدة من رواد الفن، وعلم من أعلام التقدم والحرية.

إضغط على الصورة للتحميل