عرف الإمام الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ( 360- 260 هـ) بالتواضع وترك التكبر في طلب العلم، مع رزانة العقل وفصاحة المنطق وعذوبة الحديث بل وبأكثر من ذلك حيث أنعم عليه البارئ عز وجل برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مرات عديدة كما روى عنه معاصروه من أهل العلم، فحاز بها البشرى بحسن الخاتمة. ورُوِيَ عنه أنه رحمه الله قال: ورأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنام كأنه في قصر عَالٍ وكنتُ مُغتمًا مُتفكِرًا في بعض أموري، فكان يقول لي بكلام عالٍ: اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم به من أمور الدنيا والآخرة.
حشد الطبراني في هذا الكتاب أحاديث الدعاء المسندة (2251) حديثًا، رتبها في (35) بابًا، ورتب الأبواب على الأحوال التي كان رسول الله ( يدعو فيها، بحيث يدعو الداعي بترتيب الكتاب ـ بمعنى أنه مرتب على وظائف اليوم والليلة ـ وقدم بين يدي الكتاب بعدة أبواب في فضل الدعاء وآدابه وشروط الداعي وأحواله.وقد حرص على ذكر أغلب النصوص الواردة في الباب ـ بغض النظر عن كونها ثابتة أو غير ثابتة ـ على أنه لم يكرر ما أخرجه من أحاديث الدعاء في معجميه الكبير والصغير.

إضغط على الصورة للتحميل