باءت محاولات الفيلسوف والناقد الفرنسي رولان بارت (1915 ـ 1980) بكتابة الرواية بالإخفاق، وبدلاً من ذلك كتب «مقتطفات من أحاديث العشق» (1977) Fragments d'un dicours amoureux وهي تتألف من أجزاء نصية صورت أحاديث المحبين وأفكارهم وحللتها. وفي عام 1979 دوّن بعض الملاحظات بهدف كتابة رواية ولم يتحقق هذا المشروع بل نتج منه الصحيفة اليومية «أمسيات باريس» Soirees de Paris ركّز فيها على وظيفة الشخصية الروائية أكثر من تركيزه على مواصفاتها. ومع كل هذه التطورات لم ينفصل بارت عن ماضيه وذلك في إعادته الحديث عن ثلاثة موضوعات هي : مسرح بريخت، وكتابة ميشليه، والأساطير، ويركّز على عنصرين هما اللغة وممارسة الكتابة. وصارت اللغة والكتابة عنده وسيلة اتصال وتعبير عن الوجود في آن واحد. يتوضح ذلك من عدة مقالات تطرح مسألة اللغة والوجود الاجتماعي.

يعكس الكتاب صوراً من هذا الصراع في ميدان النقد الأدبي حيث وقف فيه رولان بارت مسلحاً بمفاهيم لسانية متطورة إزاء مفاهيم تقليدية عاش عليها الغرب قروناً طويلة ولعل هذا الأمر يذكرنا بالصراع الذي شهده تراثنا العربي، قديماً ويفتح بصائرنا لكي نتجاوز ما هو قائم حديثاً.وبهذا المعنى، يصبح هذا الكتاب مشروع تغيير، يخرج به القارئ والباحث من الطريق المسدود نحو ممكنات إنجازية على الصعيدين. النقدي والعلمي، كان من الصعب التفكير فيها سابقاً.

إضغط على الصورة للتحميل