تحدث كبار الفلاسفة عن الدكتور بدوي بحفاوة عظيمة، ومما قاله المفكر الجزائري "محمد أركون": إنني أحسد هذا الرجل على قدراته العقلية والذهنية الجبارة، وهو يجبرني على احترامه وتقديره في كل عمل أقرؤه له، وكلها صعبة يحتاج الواحد منها إلى جهد كبير لإنجازه".
عن أهمية الكتاب، كتب محمد سيد بركة يقول:

يحظى هذا الكتاب الذي يعد علامة مضيئة بين مؤلفات الدكتور بدوي والتي جاوزت المائة وخمسين بأهمية كبيرة للأسباب الآتية:
1ـ أنه يصدر من عالم متبحر من الثقافة الغربية، ولكنه متبحر بنظرة نقدية لا بنظرة دوجماطيقية (اتباعية عمياء).
2ـ أن مؤلفه الدكتور عبدالرحمن بدوي ـ لا يمكن اتهامه بالجهل ولا بالثقافة الأوربية ولا بالتعصب، فهو أستاذ للفلسفة والمنطق ويستطيع أن يزن الأمور بميزان الحق والصواب.
3ـ أن كثيرا من المطاعن التي أوردها هذا الكتاب وإن كانت معروفة إلا أن رد المؤلف عليها كان بموضوعية استخدم في ذلك كما قال هو بنفسه، علم فقه اللغة، ذلك العلم ذو القواعد الصارمة التي لا يتطرق الشك إلى نتائجها.
4ـ أنه كتاب صدر باللغة الفرنسية في باريس، تلك المدينة التي يمكن من خلالها قياس الحركة الثقافية الأوربية بصفة عامة، ولذلك فإن مثل هذا الكتاب يعني الكثير بالنسبة للمفكرين الأوربيين الأحرار.
وهذا الكتاب يدل أيضا على جهل المستشرقين باللغة العربية ودلالات الألفاظ والسياق الذي تستخدم فيه المفردات ودليل ذلك من الشعر والنثر الصحيح، كما أنه ينبهنا إلى حقيقة يجب عدم إغفالها وهي أن بعض الكتب القديمة والتي تعد مصادر عمدة عند الباحثين المسلمين بحاجة إلى مراجعة وتمحيص لما فيها من أخطاء مع أنها كتب مشهورة، مثل تاريخ الطبري وتفسير الطبري وتفسير السيوطي وسيرة ابن اسحاق والبرهان للزركشي وتفسير البغوي وغيرها.

إضغط على الصورة للتحميل