من أقواله المشهورة "إذا كنت تقوم بدور العبقري فسوف تصبح عبقريا في يوم من الأيام" ..عندما كان عمري ثلاث سنوات أردت ان أصبح طاهيا وعندما بلغت سن السادسة أردت ان أصبح نابليون بونابرت.. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف طموحي عن الازدياد والنمو."
أيد دالي ما كان يفعله (بيكاسو) في توجهه لايجاد بنيات كلاسيكية وأساليب تكعيبية تمكنه من ضمان بقاء ما تبقى لتنظيم فوضى روحه وهكذا زار دالي بيكاسو في باريس عام 1927 وقال له باحترام شديد (لقد جئت خصيصا إلى باريس لمقابلتك قبل ان أزور متحف اللوفر) وخلال زيارة بيكاسو لبرشلونة فيما بعد زار بيكاسو معرضا للوحات دالي وعندما عاد إلى باريس تحدث بيكاسو عن دالي بحماس إلى وكيل أعماله والمشرف على بيع لوحاته. مع ذلك لم يستجب دالي لوكيل الأعمال بل فضل زيارة باريس مباشرة حين استقبله الفنان الاسباني خوان ميرو في عام 1928 وساعده على التعرف على المجتمع الباريسي وسهل زيارته لتريستيان تزارا الدادي القديم، وأهم تجار اللوحات في باريس وأهم الشعراء والمخرجين أمثال بول ايلوار وبونويل الذي أشرك دالي معه في فيلم (العصر الذهبي) المليء بمشاهد العنف والثورة.
أثرت باريس على الفنان الملتهب، ورغم النجاحات المتلاحقة فإنه كان يسعى لأكثر مما يحصل عليه، فابتعد عن أصدقائه وأضحى يمضي الأوقات في المقهى زائغ العينين وشعر بأن الجنون بات قريبا منه، فقرر الهرب والعودة إلى اسبانيا. ذهب دالي بعيدا في ملاحقة ايحاءات عقله الباطن لدرجة انه وضع أمام سريره مرسما عليه لوحته غير المكتملة لتشحذ أحلامه ويوجهها نحو تطوره الفكري.. ثم كتب: "في يوم من الأيام سيضطر الناس إلى الاعتراف بصورة رسمية بأن ما يعتبرونه حقيقة وواقعا ملموساً ليس سوى وهم أكثر خيالا من عالم الأحلام".

إضغط على الصورة للتحميل