عاش ضريراً مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه.

كان البردوني شاعراً مجدداً أضفى على قصائده كل ما اتسمت به القصيدة العربية الحديثة-بصرف النظر عن موسيقاها- من ملامح تجديديه .بل انه قد ذهب إلى أبعد من ذلك حين طوع لغة الحوار اليومي لقصيدته،يفجر ما في هذه اللغة من طاقات إيحائية تتجاوز مجال الاستعمال العامي الضيق، كما كان يكثر من الاشتقاقات اللغوية الخاصة التي يثرى بها لغته.

إضغط على الصورة للتحميل