ولد المبدع المغربي محمد شكري (1935 ـــــ 2003) في بني شيكر شمال المغرب ونشأ طفلا مشاغبا لا يعرف الاستقرار ، ولكنه ايضا لم يعرف المدرسة ولم يتعّلم القراءة والكتابة. وصل الى طنجة وعمره سبع سنوات عندما جاء رفقة اسرته الامازيغية مشيا على الاقدام من جبال الريف المغربي، ولم يكن يعرف يتكلم اللغة العربية، مما وضعه في مأزق وحيرة في التواصل مع أقرانه. كان الفقر المدقع سبب رحيلهم إلي طنجة سنة 1942، خصوصا وان المجاعة قد ضربت ندوبها مسقط رأس أسرته ، وبعد طنجة ذهبت أسرته إلي تطوان، لكنه هو نفسه اختار العودة إلي طنجة، ليستقر فيها بمفرده، واشتغل لفترة في التعليم معلما وكان يرى في هذا المجال اساسا لبناء المجتمع.
تحفل نصوص محمد شكري بصور الأشياء اليومية وبتفاصيلها الواقعية وتمنحها حيزًا شعريًا واسعًا، على عكس النصوص التي تقوم بإعادة صياغة أفكار أو قيم معينة بأنماط شعرية معينة. وشخصيات شكري وفضاءات نصوصه ترتبط إرتباطًا وثيقًا بالمعيش اليومي. ويعتبر شكري "العالم الهامشي" أو "العالم السفلي" قضية للكتابة، فكتاباته تكشف للقارئ عوالم مسكوت عنها، كعالم البغايا والسكارى والمجون والأزقة الهامشية الفقيرة، وتتطرق لموضوعات "محرمة" في الكتابة الأدبية العربية وبخاصة في روايته الخبز الحافي أو الكتاب الملعون كما يسميها محمد شكري.

إضغط على الصورة للتحميل