رواية "ما تبقى لكم" تبدأ من حيث انتهت رواية "رجال تحت الشمس"؛ وبمعنى أدق جاءت تحمل الجواب على التساؤل المميت الذي طُرح في آخر رواية "رجال تحت الشمس": "لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟". ففي "ما تبقى لكم" نلحظ الجواب الكامن في نفس كل فلسطيني, وهو الخطوة الأولى نحو تحقيق الأحلام عبر "الهروب" الإيجابي,وذلك باتخاذ قرار التمسك بالخيار الأوحد المتضمن مواجهة العدو, وليس الهرب منه بعد أن أصبح الفلسطيني محاطًا بالخسائر والهزائم من الجهات كلها. وهي بذلك (أي الرواية) سؤال كبير تعجّبي يُحمله كاتبها قدرًا أكبر من اندهاشه لعدم تبنى خيار المقاومة، وهو في الرواية وجه لحامد وأخته مريم؛ وهما نموذج صارخ لعائلة فلسطينية مشردة, هي بالأصل نموذج حي لملايين العائلات التي شتت في المخيمات, وبيوت الصفيح بعيدًا عن أراضيهم وأحلامهم وبيوتهم.
سعيد أبو معلا

إضغط على الصورة للتحميل